فصل: العودة إلى الحجاب.. عودة إلى الله:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.بشائر عودة الحجاب:

{فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض كذلك يضرب الله الأمثال} الرعد (17).
أرأيت من ينطح برأسه الصخر ويشرب بفيه البحر؟
إنه هذا الذي يتنكر للإسلام ويسعى في إذابة أهله وصدَّهم عن دين ربهم.
إنه لا يحطم الصخر ولا يجفف البحر.
ولكنه يمشي على رأسه إلى القبر.

.السيادة لقانون الله:

علمنا- مما تقدم- أن السفور حالة طارئة بدأت على استحياء منذ ما يقرب من خمسين عامًا وبلغت أوجها منذ ثلاثين عامًا ثم بدأ صعودها البياني في التوقف ثم الهبوط ولا يزال آخذًا في الهبوط السريع منذ عشر سنوات تقريبًا ويلاحظ الجميع أن المؤشرات كلها تؤكد أن السفور يكاد يلفظ أنفاسه الأخيرة وستبقى بإذن الله السيادة لقانون الله وأمره بالحجاب {وكلمة الله هي العليا} التوبة (40).
إن الشارع المصري يخبرنا أنه قد آن الأوان لهذا المرض الطارئ- السفور وملحقاته- أن ينقشع وتبرأ منه أمتنا ككل باطل مصيره الهزيمة والاندحار مهما طال الأمد.
فطوبى لمن تنزع عنها غلالة الرجعية الجاهلية وتعود من غربتها واغترابها وتأتي اليوم وغدًا بالحجاب ومعها العلم والوعي والبصيرة والحرية الحقة من عبودية العبيد، وسيأتي ذكر أسمائهم ومصنفاتهم حول هذه القضية في القسم الثالث إن شاء الله تعالى.
قائلة لشياطين الإنس الذين يزينون لها معصية الله ورسوله صلى الله عليه وسلم: {إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم} يونس (15).
وجهة نظر صحافي ألماني:
قال الكاتب الألماني هيلمنسدورفر في كتابه العبور العظيم والروح الجديدة لمصر:
لقد عشت في القاهرة كمراسل صحفي من عام 1956 م حتى عام 1961 م ومنذ هذا التاريخ كانت طبيعة عملي وراء حضوري إلى المنطقة بين الحين والحين وكنت أفضل دائمًا الإقامة بجوار النيل إن التغيير الهائل الذي طرأ على القاهرة عاصمة الملايين معروف للجميع فقد انتقلت هذه المدينة الضخمة من الطابع الشرقي حيث كانت النساء يرتدين الأحجبة والرجال يرتدون الطربوش إلى عاصمة كبرى ولم تعد الفتيات اللواتي يرتدين البنطلونات والملابس العصرية يلفتن نظر أحد أو يقابلن بدهشة واستغراب وأصبحت العلاقات بين الجنسين علاقة سوية لا تتخللها رواسب الجاهلية التي استمرت فترات طويلة في الشرق ويكفي أن تعلم أنه منذ عشرين عام فقط كان (90) في المائة من الرجال في القاهرة يرتدون الجلباب وكانت كل النساء تقريبًا يرتدين الحجاب أما اليوم فإن القاعدة العامة هي ارتداء البدل العصرية وعلى أحدث موضة في الغرب وبالنسبة للنساء فإنه حتى في أكثر المناطق شعبية لم نعد نرى الحجاب. اهـ.
لقد فرح ذلك الصحافي الألماني.. ولم يكن يدري أنها فرحة.. لن تتم فتلك طبيعة هذه الدعوة وتلك سنة الله في خلقه.. أن دولة الباطل ساعة.. ودولة الحق إلى قيام الساعة بل لعله فرح لأنه لم يبلغه رأي أخيه لاكوست وزير المستعمرات الفرنسي منذ سنوات مضت:
أقوى من فرنسا:
ففي ذكرى مرور مائة عام على احتلال فرنسا للجزائر وقف الحاكم الفرنسي في الجزائر يقول:
يجب أن نزيل القرآن العربي من وجودهم ونقتلع اللسان العربي من ألسنتهم حتى ننتصر عليهم.
وبعد ذلك بسنوات قلائل:
قامت فرنسا- من أجل القضاء على القرآن في نفوس شباب الجزائر- بتجربة عملية فتم انتقاء عشر فتيات مسلمات جزائريات أدخلتهن الحكومة الفرنسية في المدارس الفرنسية ولقنتهن الثقافة الفرنسية وعلمتهن اللغة الفرنسية فأصبحن كالفرنسيات تمامًا.
وبعد أحد عشر عامًا من الجهود هيأت لهن حفلة تخرج رائعة دعي إليها الوزراء والمفكرون والصحافيون.
ولما ابتدأت الحفلة فوجئ الجميع بالفتيات الجزائريات يدخلن بلباسهن الإسلامي الجزائري، فثارت ثائرة الصحف الفرنسية وتساءلت: ماذا فعلت فرنسا في الجزائر إذن بعد مرور مائة وثمانية وعشرين عامًا؟
أجاب لاكوست وزير المستعمرات الفرنسي:
وماذا أصنع إذا كان القرآن أقوى من فرنسا؟!.
رجع الصدى.. وترديد الببغاوات:
قالوا: إن العودة إلى الحجاب عودة إلى الجاهلية الأولى.
وقالوا: إن الحجاب لا يصلح إلا في مجتمع قبلي جاهلي.
وقالوا: إن الحجاب تقليد من التقاليد البالية العتيقة.
وقالوا: إن الحجاب تطرف وتنطع يأباه الإسلام.
وراحوا يبحثون عن علة هذه الظاهرة فمن قائل: إنه اكتئاب حط على القلوب الشابة حتى لجأن إلى الحجاب يتوارين فيه.
ومن قائل: بل هو تطرف مفاجئ نتج عن الفراغ السياسي والعاطفي عقب النكسة.

.العودة إلى الحجاب.. عودة إلى الله:

لقد فعلوا- كما تقدم آنفًا- شتى الحيل ليصدوا المسلمة عن دينها ويوقعوها في شراكهم ويذبحوا على أعتاب جامعاتهم ومصانعهم ومتاجرهم حياءها قربانًا لأغراضهم وقد استجاب لهم كثيرات وكثيرات.
ولكن لم تعدم أمتنا من يقمن الحجة على هؤلاء الكثيرات ويحيين السنة المطهرة فخرج من بينهن فتيات عفيفات طاهرات يهتفن من أعماق سويدائهن بنداء صارم بدد أطماع الأعداء فردهم خاسئين: رضينا بالله ربًا وبالإسلام دينًا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيًا ورسولًا.
وبعائشة الصديقة بنت الصديق وفاطمة الزهراء وأسماء ذات النطاقين والخنساء أسوة وقدوة لعلنا نحشر في زمرتهن يوم القيامة قال صلى الله عليه وسلم: «المرء مع من أحب».
وإذا بالفتيات المسلمات في كل مكان تهوى قلوبهن لهذا النداء العزيز وتنضم الواحدة تلو الأخرى إلى موكب العفاف والفضيلة بعد أن تهجر الفسق والرذيلة.
{وقل جاء الحق وزهق الباطل إن البطل كان زهوقًا} الإسراء (81).
وأنى لباطل أعداء الإسلام أن يصبر أمام الحجة والبرهان؟ إن باطلهم ظلام وحجتنا نور وبرهان وأنى تصبر جيوش الظلام أمام جحافل الحق.
{بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق} الأنبياء (18).
إن الرد على دعاوى المبطلين قريب وأقوى رد هو تخلى المرأة المسلمة عن هؤلاء بعد أن انخدعت بهم زمنًا طويلًا وخلعت الحجاب وخالطت الرجال وذاقت ويلات جاهلية القرن العشرين وجرت في دروب التقدميين والاشتراكيين طويلًا فما وجدت عندهم إلا الشقاء والضنك فعادت المسلمات- زرافات ووحدانًا- مستغفرات تائبات خاشعات قانتات ما لهن هجيرى سوى.
{سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير} البقرة (285).
يا أعداء الإسلام! موتوا بغيظكم:
لقد اغتاظ أدعياء التحرر وصارت عودة الحجاب غصة في حلوقهم فراحوا يتابعون هذه الظاهرة في حسرة وقلق.

.الصنم الذي تحطم:

كتبت جريدة الأهرام بتاريخ 29 / 4 / 77 تقول:
أمس مر (71) عام على وفاة قاسم أمين محرر المرأة الذي دعا إلى تحرير المرأة ورفع الحجاب.
ثم يقول الكاتب مغتاظًا متحسرًا متأسفًا:
الغريب أنه بعد مرور (71) سنة على وفاته- وفي نفس الوقت الذي نحتفل فيه بذكراه- تقوم الدعوة إلى رجوع المرأة إلى البيت وحجبها عن المشاركة في الحياة العامة. اهـ.

.الإسلام يعود من الجامعة:

وهذا الصحافي مصطفى أمين يقلقه انتشار المد الإسلامي بين الفتيات في مصر خاصة في الجامعات وبين أعلى الطبقات ثقافة فيقول:
حارب الأحرار في هذا البلد سنوات طويلة لتحصل المرأة على بعض حقها ويظهر أن بعض الناس يريدون العودة بها إلى الوراء وقد يحدث هذا في أي مكان لكن لا نفهم أن يحدث في الجامعة مهد التقدم والفكر الحر. اهـ.
ذهب مع الريح:
وقال أحدهم في صباح الخير وقد تلقى بعض الردود المفحمة من فتيات محجبات عن آرائهن في ما يسمى الحب فلم ترقه إجاباتهن:
أي جامعة هذه؟ وأي طالبات جامعيات هؤلاء في النصف الثاني من القرن العشرين!؟ حيث المرأة مساوية للرجل وتصعد إلى الفضاء إن كل ما يفعله المجتمع وكل ما تفعله الحكومة من تعليم البنت وتشغيلها وما تفعله زعيمات النشاط النسائي في مصر لتأكيد هذه المساواة وتربية المرأة المصرية على الخروج على عقلية الحريم تهدمه مثل هذه الأساليب في التربية والرعاية في المدن الجامعية للطلاب. اهـ.
لا.. لجيل هدى شعراوي:
وجاء في مجلة أكتوبر عدد (22): نشرت صحيفة كريستيان مونتيور بحثًا عن الإنجازات التي حققتها المرأة المصرية في ميادين العلم والدراسات الاجتماعية وقالت الصحيفة: شيء غريب في مصر لقد كانت الأمهات من جيل هدى شعراوي أكثر تحررًا وتقدمًا من بعض الفتيات في مصر الآن.. الفتيات المحجبات والمتشددات! ومعنى ذلك أن هدى شعراوي وجيلها كن أكثر تحررًا وتطورًا من فتيات اليوم بنات وحفيدات هدى شعراوي. اهـ.
وهذه جريدة الأهالي الشيوعية تتابع الظاهرة في قلق وغيظ وتفرد لها بحثًا جاء في أثنائه على لسان د/ زينب رضوان قولها: انتشر الحجاب بين الطبقة المثقفة قبل العوام وهذا على عكس ما هو متعارف عليه ونفس هذه الطبقة المثقفة هي التي رفضت الحجاب في زمن هدى شعراوي وخلعته وداسته وهي ذاتها التي عادت تنادي به وبالعودة إلى الأصالة بالإضافة إلى أن الغالبية العظمى من المحجبات من الطبقة الوسطى وهي الطبقة التي تقود التغيير في أي مجتمع صحيح أنه انتشر أيضًا بين الطبقة الأرستقراطية ولكن بنسبة أقل. اهـ.
وهذه أمينة السعيد تصف الحجاب بأنه ثياب ممجوجة وتقول وقد ملأتها الحسرة:
فتيات يخرجن إلى الشارع والجامعات بملابس قبيحة المنظر يزعمن أنها زي إسلامي لم أجد ما يعطيني مبررًا منطقيًا معقولًا لالتجاء فتيات على قدر مذكور من التعليم إلى لف أجسادهن من الرأس إلى القدمين بزي هو والكفن سواء.